إسرائيل تقصف ميناء الحديدة والحوثيون والجيش اليمني تعهدوا بالردعلى الهجمات |
إسرائيل تقصف ميناء الحديدة: ردود فعل الحوثيين والجيش اليمني
قامت إسرائيل بقصف ميناء الحديدة في اليمن، مما أثار ردود فعل من الحوثيين والجيش اليمني، حيث تعهدوا بالرد على الهجمات الإسرائيلية بالردعلى تل أبيب.شهدت الساحة اليمنية تصعيدًا غير مسبوق في الآونة الأخيرة، بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بقصف ميناء الحديدة، وهو أحد أبرز الموانئ اليمنية والذي يعتبر شريان الحياة للمساعدات الإنسانية والسلع الأساسية في البلاد.
لا تقتصر أهمية ميناء الحديدة على كونه نقطة استراتيجية لتدفق المواد الغذائية، بل يعتبر أيضًا مركزًا حيويًا للتجارة البحرية في اليمن، مما يجعل الهجمات عليه مثار قلق كبير بالنسبة للأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلاد.
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت أنه قام بقصف أهداف عسكرية لجماعة الحوثيين في منطقة ميناء الحديدة باليمن، مما أسفر عن إصابة 80 شخصاً على الأقل. هذا جاء بعد هجوم بطائرة مسيرة شنته جماعة الحوثيين على تل أبيب يوم الجمعة، حيث تعهد الحوثيون بالرد بشكل قوي على الهجوم.
في بيان له، قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته من طراز F-15 نفذت الغارات على الحوثيين في ميناء الحديدة كأحد الردود على العديد من الهجمات التي استهدفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة.
قصف اسرائيل الأطفال في فلسطين عار على كل عربيخلال مؤتمر صحفي، أشار المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، إلى أن الطائرات الهجومية عادت بسلام بعد تنفيذ المهمة. كما ذكر أن الحوثيين أطلقوا حوالي 200 تهديد جوي نحو إسرائيل بمساعدة إيرانية، وتمكنت قوات التحالف الدولي وقوات الجيش الإسرائيلي من اعتراض معظم هذه التهديدات.
أوضح أدرعي أن الهجمات استهدفت الميناء لأنه يعتبر مركزاً لنقل الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، ويشكل أيضاً مصدراً اقتصادياً مهماً للحوثيين. وبالتالي، كان من الضروري تدمير بعض البنى التحتية المهمة في هذا الموقع، بما في ذلك ما يتعلق بالطاقة.
الحوثيون والجيش اليمني: تعهد بالرد
على إثر القصف، خرجت بيانات من الحوثيين والجيش اليمني تعلن عن نيتها الرد بحزم على الهجمات الإسرائيلية. وقد جاء في التصريحات أن الهجوم على الميناء يمثل عدوانًا واضحًا ليس فقط على الحوثيين، بل على الشعب اليمني بأسره. وقد أكدت القيادات الحوثية أن الرد سيكون "قاسيًا وغير متوقع"، مما يشير إلى احتمال تصعيد عسكري في المنطقة قد يمتد تأثيره إلى دول الجوار.
الأبعاد الإنسانية
تعد الأوضاع الإنسانية في اليمن واحدة من أسوأ الأزمات في العالم. حرب دامية استمرت لسنوات أثرت بشكل خطير على قدرة السكان على الوصول إلى الغذاء والماء والعلاج. الهجمات على الميناء تعني تقويض الجهود المستمرة لتوريد المساعدات الإنسانية، وبالتالي تفاقم الأزمة الإنسانية.
وفي الوقت الذي كانت فيه الوكالات الإنسانية تحاول مضاعفة جهودها لإيصال المساعدات، جاءت هذه الهجمات لتضع الصعوبات الجديدة أمامهم. فقد تمثل هذه الهجمات عائقًا كبيرًا أمام المساعدات الدولية، مما يؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية الرد الدولي.
قتلى ومصابين وحرائق نتيجة لهجوم إسرائيلي على اليمن
سقط عدد من القتلى والمصابين نتيجة لغارات شنتها طائرات إسرائيلية اليوم السبت على مدينة الحديدة، الواقعة غرب اليمن، بعد يوم من هجوم الحوثيين بطائرة مسيرة على تل أبيب. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي أن الغارة الإسرائيلية تمت بالتنسيق مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي لمواجهة هجمات الحوثيين.
وذكرت وسائل الإعلام التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) أن مدينة الحديدة تعرضت لغارات استهدفت منشآت تكرير النفط في الميناء.
وقال نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية التابعة للحوثيين، لقناة الجزيرة إن إسرائيل نفذت هجوماً على محافظة الحديدة، مشيراً إلى اندلاع حريق في الميناء الرئيسي.
وأكد عامر أن الغارات الإسرائيلية لم تستهدف أي أهداف عسكرية بل تركّزت على أهداف مدنية.
وصرحت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بأن قتلى ومصابين سقطوا نتيجة الغارات الإسرائيلية على منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة. ونقلت القناة عن مصدر رسمي قوله إن الضربات الإسرائيلية استهدفت محطة كهرباء محافظة الحديدة وخزانات مازوت الكهرباء.
وقام ناشطون يمنيون ببث مشاهد من الموقع المستهدف جراء القصف الإسرائيلي في مدينة الحديدة، حيث تظهر المشاهد اشتعال حريق هائل في موقع يُعتقد أنه خزانات وقود في ميناء المدينة.
ومن جانبه، ذكر المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام في منشور عبر منصة إكس أنه "العدوان الإسرائيلي الوحشي على اليمن، الذي استهدف منشآت مدنية بما فيها خزانات النفط (بميناء الحديدة) ومحطة الكهرباء في الحديدة، يأتي بهدف زيادة معاناة المواطنين والضغط على اليمن للتوقف عن دعم غزة".
وأضاف: "إنه حلم لن يتحقق، وما نؤكد عليه هو أن هذا العدوان الغاشم لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة إلا عزيمة وثباتاً واستمراراً وبشكل متصاعد في دعم غزة"، حسب تعبيره.
بدوره، هدد عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي بعمليات "تعكر صفو إسرائيل رداً على غارات الحديدة".
وقال الحوثي عبر منصة إكس: "المعركة مع الكيان المؤقت (إسرائيل) متواصلة بإسناد الشعب اليمني، لمعركة شرف الأمة وقضيتها الرئيسة في غزة فلسطين".
وفي نفس السياق، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأشد العبارات "العدوان الإسرائيلي الوحشي" على سيادة اليمن، واستهداف المنشآت النفطية والمدنية بما فيها الميناء وشركة الكهرباء في ميناء الحديدة.
وأكدت حماس "تضامنها الكامل مع الشعب اليمني الشقيق وجماعة الحوثي ونُعزي شهداءهم ونُثمن مواقفهم الشجاعة".
المجتمع الدولي: دعوات للتهدئة وضرورة الحوار
تسعى العديد من الدول والمجتمعات الدولية إلى التدخل، حيث يمكن أن يؤدي التصعيد في اليمن إلى ارتدادات إقليمية ودولية. وقد حذر بعض الخبراء من أن هذا الصراع يمكن أن يجر دولًا أخرى إلى الأزمة، مما يؤدي إلى تصاعد الأوضاع الأمنية في منطقة تعتبر بالفعل حساسة. الدول الكبرى ومؤسسات الأمم المتحدة تحذر بشكل مستمر من الأبعاد الإنسانية للحرب في اليمن، ولكن يبدو أن الساحة السياسية معقدة وصعبة.
الآثار الاقتصادية والقانونية لاستهداف الميناء الحيوي
إن تصعيد الهجمات الإسرائيلية على ميناء الحديدة يضيف تحديًا جديدًا للأوضاع الهشة بالفعل في اليمن. من جانبهم، فإن الحوثيين والجيش اليمني يعيان تمامًا النتائج المترتبة على هذه الهجمات، وقد تعهدوا بالرد بكل حزم. ومع استمرار الصراع، يبقى مستقبل اليمن في حالة عدم يقين، وتبقى معاناة الشعب اليمني في قلب هذه الأزمات المتعددة الأبعاد. على المجتمع الدولي أن يتدخل بشكل فعال للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة ودعم الجهود الإنسانية قبل أن تتفاقم الأوضاع أكثر.