في الـ10 من نيسان عام 2020، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن بداية عملية انسحاب جزئي لقواتها من جمهورية دولة العراق، وهذا بناءً على دعوة الرئيس العراقي برهم حسَن ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي. وفي حين يُعتبر ذاك القرار خطوة مهمة في استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، فإنه يثير العديد من الأسئلة بخصوص مستقبل العراق وأمانه حتى الآن انسحاب هذه القوات، وهذا فضلا على ذلك تداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
withdrawal american-army-iraq
انسحاب الجيش الأمريكي من العراق رسالة التحالف الدولي
من الممكن أن يكون الانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية من العراق نتيجة مباشرة لتحسن الشأن الأمني والعسكري في البلاد، غير أنه قد يشير إلى كذلكً التغير في الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، خاصة بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية أمريكية في بغداد في كانون الثاني عام 2020.
وبالرغم من أن رئيس الولايت المتحدة الأمريكية دونالد ترامب قد شدد أن انسحاب القوات ليس انسحاباً نهائياً وأن الولايات المتحدة الامريكية ستستمر تقدم العون والتعاون الأمني للعراق، فإن هذا الإعلان قد يعد جزءاً من اللعبة السياسية المعقدة في المنطقة.قائد القوات المسلحة الأمريكي يقول إنه سينسحب من جمهورية دولة العراق
برقية من قوات الجيش الأمريكي يقول إنه سينسحب من جمهورية دولة العراق رسالة أرسلها قوات الجيش الأمريكي يقول الاتحاد الدولي و قوات الجيش الأمريكي يقول إنه سينسحب من جمهورية دولة العراق مقتل سليماني من الجيش الامريكي
ماهيا رسالة الجيش الأمريكي لبغداد
ذكر الاتحاد الذي تقوم بقيادته الولايات المتحدة الامريكية لقتال إعداد الدولة الإسلامية يوم الاثنين في رسالة اطلعت فوقها رويترز أنه سينسحب من دولة العراق وسيعيد تمركز قواته في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة وأتى في رسالة من البريجادير جنرال بمشاة البحرية الأمريكية وليام إتش.
سيلي الثالث القائد العام لقوة مهمات جمهورية العراق "سيدي العزيز، احتراما لسيادة جمهورية العراق، وبحسب ما دعوة من قبل البرلمان العراقي ورئيس مجلس الوزراء ، ستقوم قيادة قوة المهمات المشتركة.. عملية العزم صاحب العذاب بإعادة تمركز مجموعات العساكر أثناء الأيام والأسابيع المقبلة".
وأكد مصدر عسكري عراقي لرويترز صحة الرسالة الموجهة لنائب زعيم سياقة العمليات المشتركة-بغداد
وأقبل في الرسالة "إننا نحترم القرار السيادي والذي طالب برحيلنا".
من جانبه، أصدرت رسالة التحالف الدولي لبغداد بياناً عبرت فيه عن دعمها لعملية انسحاب القوات الأمريكية من العراق، مشددة على ضرورة أن يكون ذاك الانسحاب مقترناً بإجراءات للحفاظ على الاستقرار والأمن في البلاد ولمنع عودة تنظيم داعش. وشددت الرسالة على ضرورة استمرار التعاون والدعم العالمي للعراق لمواجهة التحديات المستقبلية.
حقيقة رسالة انسحاب القوات الأمريكية
نفى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أن تكون الرسالة "المرسلة بالخطأ" التي كتبها للصحفيين صحيحة ، لأنها كانت بمثابة إشعار أرسله البنتاغون إلى العراق بشأن نيته سحب القوات من البلاد.
وقال إسبر للصحفيين في البنتاغون مساء الاثنين نعيد نشر قواتنا في جميع أنحاء المنطقة هذا الخبر لا يتفق مع موقفنا الحالي وفيما يتعلق بالولايات المتحدة ، قال مسؤول أمريكي مقيم في بغداد لشبكة CNN إن الخبر الذي انتشر كان مجرد إشعار من الولايات المتحدة إلى العراق حول إعادة انتشار القوات الأمريكية من مكان في المنطقة إلى آخر.
وأضاف المسؤولعلى وجه الخصوص ، لدينا العديد من المروحيات التي تحلق فوق بغداد الليلة ، مما يدل على أننا نعمل ضمن قوانين الحكومة العراقية".
جانبه، أكد مسؤول أمريكي آخر صحة الرسالة، التي اطلعت عليها CNN، بأنها مُوجهة من من وزارة الدفاع الأمريكية إلى نظيرتها العراقية.
وكانت الرسالة مُؤرخة بيوم الاثنين، وخلالها قال العميد بقيادة مشاة البحرية الأمريكية ويليام سيلي في ظل الاحترام الواجب لسيادة جمهورية العراق، وبناءً على طلب البرلمان العراقي ورئيس الوزراء (عادل عبد المهدي)، سيتم إعادة تشكيل قوات التحالف الدولي على مدار الأيام والأسابيع القادمة".
ولا تقول الرسالة إن الولايات المتحدة ستسحب قواتها من العراق، لكنها تأتي في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة إمكانية أن تطلب الحكومة العراقية منها مغادرة البلاد. وتتضمن الرسالة تفاصيل حركة طائرات الهليكوبتر حول المنطقة الخضراء ببغداد، وقالت إن قوات التحالف ستتخذ الإجراءات المناسبة لتقليل الاضطرابات وتخفيفها.